مجمع «السعودية» للتقنية الذكية

توقيع العقد بين الخطوط السعودية ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية يمثل انطلاقة جديدة لمجال التقنية الحديثة .

تقع محافظة تنومة في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية، وتتبع إداريًا منطقة عسير، وترتفع عن سطح البحر الأحمر حوالي 2300موقعت الخطوط السعودية ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية بالمدينة الاقتصادية عقدًا لمجمع «السعودية» للتقنية الذكية، حيث وقع العقد عن الخطوط السعودية معالي المهندس خالد بن عبدالله الملحم مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية، وعن مدينة الملك عبدالله الاقتصادية العضو المنتدب والرئيس التنفيذي سعادة الأستاذ فهد بن عبدالمحسن الرشيد، وذلك بحضور عدد من المسؤولين التنفيذيين بالخطوط السعودية والمدينة الاقتصادية، ولفيف من رجال الاقتصاد والأعمال، حيث تم على هامش مراسم التوقيع استعراض آفاق التعاون الحالي والمستقبلي بين الخطوط السعودية ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وما تتميز به من إمكانات هائلة، ونشاط اقتصاديٍ سريع التطوير والإنجاز.
وبهذه المناسبة، عبر معالي المهندس خالد بن عبدالله الملحم مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية عن سعادته بتوقيع العقد الذي يمثل انطلاقة جديدة لإمكانات الخطوط السعودية وحرصها على الاستفادة من التسهيلات المتاحة بهذه المدينة الاقتصادية العملاقة لإنشاء هذا المركز العالمي للمعلومات، لمساندة خدمات الأعمال التجارية بالتقنية الذكية وبأفضل البرامج المستخدمة في صناعة الطيران.
وأضاف معاليه «لقد وقع الاختيار على مدينة الملك عبدالله الاقتصادية لما تتمتع به المدينة من موقع متميز، وبنية تحتية متكاملة، ووسائل مواصلات متطورة، ومناخ استثماري واعد ومرن يساعد على سهولة الأعمال والمشاريع وسرعة إنجازها، الأمر الذي يوفر أحد الحلول المثالية للخطوط السعودية للتعجيل في الانتقال بعملياتها خارج مدينة جدة، مع الأخذ في الحسبان أن التكلفة المنخفضة للمرافق واستخدامات الطاقة سوف تسهم بشكل مباشر في تحسين فعالية خدمات تقنية المعلومات وتقديمها بأسعار تنافسية».
من جانب آخر رحب الأستاذ فهد بن عبدالمحسن الرشيد، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، بانضمام الخطوط السعودية إلى منظومة الإنجاز والنجاح بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وحرصها على الاستفادة من مناخ الاستثمار المثالي بالمدينة، مؤكدًا أن وجود الخطوط السعودية بإمكاناتها الكبيرة وخبراتها المتراكمة ورصيدها المتميز في عالم التقنية الحديثة سيكون بإذن الله إضافة جديدة ودعمًا للتوجه القوي نحو إنشاء مدن ذكية (Smart Cities) مُعبرًا عن ثقته في نجاح الخطوط السعودية في الاستفادة من كل هذه الإمكانات لتحقيق أفضل مستويات. وقال الرشيد: «نشكر الخطوط السعودية على هـذه الخطوة الكبيرة التي تتناغم مع الرؤية الاستراتيجية للمدينة الاقتصادية باستقطاب كبرى الشركات العالمية والوطنية الرائدة في تدريب الكوادر السعودية وتوظيفها، ونقل المعرفة، وأحدث ما توصل إليه العالم في مجال تقنية المعلومات، بالإضافة إلى جذبهم لشركاء عالميين في مختلف المجالات الفنية والتقنية». واستطرد الرشيد قائلاً: «نَعِدُ الخطوط السعودية وشركاءهم وجميع عملاء المدينة الاقتصادية وساكنيها بمواصلة تقديم الدعم والخدمات التي تحقق رؤيتهم من خلال منظومة البنية التحتية المتكاملة والحلول التقنية المتقدمة، بالإضافة إلى خدمات المدينة الأخرى من مدارس عالمية وحلول سكنية لجميع فئات المجتمع، ومرافق وخدمات طبية وصحية وترفيهية متميزة لكل ساكني المدينة الاقتصادية ومستثمريها. من جانب آخر، أشار الأستاذ محمد البكري، مساعد مدير عام الخطوط السعودية لتقنية المعلومات، إلى أن مركز المعلومات الجديد سوف يسهم في تدريب الشباب السعودي وتأهيلهم لتزويد «السعودية» والسوق الإقليمية بأفضل حلول الأعمال، حيث يأتي إنشاء مركز الأبحاث والتطوير كأول الخطوات العملية لخطة استراتيجية طموحة تبنتها الإدارة العليا بالمؤسسة، والتي تهدف إلى تحويل المجتمع السعودي من مجتمع مستهلك للتقنية إلى مجتمع مصنع ومنتج للحلول التقنية استنادًا إلى حقيقة توفر أيدٍ عاملة سعودية مؤهلة علميًا، تحتاج إلى بيئة تقنية حاضنة وإبداعية. مضيفًا أنه من المتوقع أن يتحول المركز إلى رافـد رئيس لتوفير الأيدي العاملة السعودية في المجال التقني تستفيد منه «السعودية» والشركات الوطنية الأخرى التي ترغب في المشاركة في هذا المشروع. كما تتضمن الخطة الاستراتيجية تكوين علاقات بحثية وتطويرية مع كبرى شركات التقنية والجامعات السعودية، وبخاصة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بما يخدم المجتمعات بمشاريع ربحية وبيئة أعمال ذات أهداف ربحية. وفي السياق ذاته، أوضح البكري أنه سيتم بناء هذا المركز للمعلومات بمواصفات عالمية (Tier 3) على مساحة تقارب (21) ألف متر مربع، وسيكون مجهزًا بأحدث ما توصلت إليه تقنية المعلومات، حيث يضم المركز منظومة متكاملة تتألف من مركز تطوير المعلومات، ومركز الابتكار (Innovation Centre)، ومركز الأبحاث والتطوير، حيث تقوم هذه المنظومة أو ما يسمى بــ(IT Green Technology Park) بالاستفادة من الخبرات العالمية عبر الدخول في شراكات مع شركات عالمية متخصصة فـي هذا المجال، بهدف تقديم خدمة المعلومات للخطوط السعودية، ولقاطني مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومحيط المملكة الإقليمي، والعمل على تطوير التطبيقات للإطلالة على العالم الخارجي.
ولضمان تحقيق أهداف هذه المبادرة فقد تم في المناسبة نفسها توقيع مذكرة تفاهم بين مجمع الخطوط السعودية للتقنية الذكية وإحدى عشرة شركة من الشركاء الاستراتيجيين من كبرى الشركات العالمية والمحلية.
ففي مجال برمجيات الطيران تم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة أماديوس Amadeus لتطوير نظم التجارة الإلكترونية وحلول الأجهزة الكفية، بالإضافة إلى المساندة في المبادرات الحالية والمستقبلية في مجال خدمات الشحن والمطارات والحلول المتعلقة بالإيرادات. وفي مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية المتعلقة بصناعة النقل الجوي حول العالم وربط تطبيقاته تم التوقيع مع شركة سيتا SITA العالمية.
كما تم التوقيع مع شركة هوليت-باكارد HP للمساهمة في تصميم مركز تقنية المعلومات الخضراء وبنائه (Green IT Data Center) ذي التأثير الإيجابي على البيئة، وكذلك بناء معهد HP لتحسين المهارات المهنية وتعزيزها للموظفين والخريجين الجدد وتقديم الشهادات اللازمة لذلك. أما في جانب التقنيات والحلول المبتكرة والتي تساعد على إدارة تقنية المعلومات وتحسين التحكم في البنية التحتية فقد تم التوقيع مع شركة كمبيوتر اسوشيت CA للمساهمة في ذلك. وأما ما يخص شبكات الحاسب الآلي فقد تم التوقيع مع شركة سيسكو Cisco الرائدة في مجال أجهزة الشبكات والربط الآلي لتوفير الأجهزة اللازمة، وكذلك إنشاء أكاديمية متخصصة لنقل المعرفة للموظفين. كما تم التوقيع مع شركة ساب SAP والمتخصصة في تطبيقات الموارد المؤسساتية لمساندة «السعودية» لبناء مركز الكفاءة في المدينة الاقتصادية وكذلك المساعدة في إنشاء مركز تعليمي متخصص وتقديم أفضل الممارسات في صناعة الطيران والنقل الجوي.
وأما على صعيد بناء مركز البيانات فقد وقع الاختيار على شركة مايكروسوفت Microsoft للمشاركة في نقل المعرفة، وتقديم أفضل الحلول فيما يخص مراكز المعلومات المجزأة بما في ذلك حلول الاستضافة والأمن وإدارة الهوية، وكذلك إدارة نظم وقواعد البيانات والتكنولوجيا السحابية الخاصة والعامة، وذلك لمساعدة «السعودية» في مهمتهم النهائية لبناء أكبر المراكز تقدمًا وأكثرها في مجال تقنية المعلومات في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.
وفي مجال التطوير والابتكار في مجال تقنية المعلومات وحلول الأعمال والخدمات وإعداد العمليات وإدارتها بمصادر خارجية فقد تم التوقيع مع شركة تاتا للخدمات الاستشارية TCS للمشاركة في ذلك. كما تم التوقيع مع شركة هواوي HUAWEI للتعاون في بناء مركز معلومات ومركز اتصال ريادي، بالإضافة إلى تجهيز البنية التحتية للاتصالات وشبكة المجمع بأكمله، وكذلك المشاركة في مركز الابتكار والتدريب ونقل المعرفة وتطوير نموذج العمل. هذا وقد تم التوقيع، أيضًا، مع شركة ويبرو Wipro للاضطلاع بالعمليات التشغيلية، وتقديم الحلول والخدمات اللازمة للوحدات الاستراتيجية التابعة للخطوط السعودية. وأما على المستوى المحلي، فقد تم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة الاتصالات السعودية STC كتحالف استراتيجي يغطي مجالات التعاون في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، وتقديم أفضل الممارسات والخدمات في تقنيات البنية التحتية ومراكز البيانات. هذا وقد أكد الأستاذ البكري أنه تم بحمد الله قطع خطوات مهمة في مشروع الانتقال إلى مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وبناء المجمع الجديد للتقنية الذكية، حيث تم إنجاز عدد من الخطوات المهمة التي تمثلت في القيام بعمل استطلاعات الرأي لجميع منسوبي تقنية المعلومات، والانتهاء من إعداد مواصفات مجمع «السعودية» للتقنية الذكية ومقاييسه، وذلك بالمشاركة مع إحدى الشركات العالمية، بالإضافة إلى العمل على الانتهاء من تسليم جميع المواصفات اللازمة لاستكمال أعمال استلام المبنى الإداري، وجميع المتطلبات اللازمة لاستكمال هذا الإنجاز.